السبت، 5 نوفمبر 2011

عازفة الكمان

قصيدتي بجريدة الشروق
تجدونها من خلال هذا اللينك

http://www.shorouknews.com/menbar/view.aspx?cdate=03112011&id=78b6750a-0fbf-44dc-8860-37c1a7ce0598

اُسبحها أُسبحها

وفي

عزفها الموحيِ نعيمُ خواطرِي

أطلــتْ،

وبين أصابِعهَا

فــنُ من العــزفِ

لم يخطر على بالِ ساحــرْ

رشفتُ من أوتارِها

حلماً عميقاً

وأصبحت

بين يديها

فنانُ ندي الخواطرْ

هي كالدنيا

تراها

فتنة ساحرْ

وتعبدُ في سكونِ طاهـرْ

رق السلام بين أكفها

حتى كأنه !

عتق خمرٍ شاطرْ

وقد

رقَ الجمالُ على أوتارها

حتى كأنه!

مرور ملوكٍ

بالأزاهير عاطرِ

وقد رقّ الصفاء

في العينيــــن

حتى كأنــه!

صحائـــف

حُلــمٍ

حســـانُ البشائــــرْ

وقد لانَ الخطو منهـــا

حتى كأنــــه!

روضٌ

جرت بـه آفــــــاق البصائــرْ

فيـالـــكِ!

مـــن عشـــــقٍ!

ومعنـــى الكمـــال

عـــن كـــــل آتِ وغابــرْ
محمد جلال عبدالرحمن

مصريون في سيناء ما زالوا يلاطفــون ألغــام الصحــراءْ..


مقالي بجريدة الشروق تجدونه من خلال هذا اللينكhttp://www.shorouknews.com/menbar/view.aspx?cdate=03112011&id=d81f5aef-af7c-4008-9c95-31d9949352ac

يخرج الكثير من أبناء قريتنا سواءا سواء من طلبة المدارس أو ممن يعولون أسرهم تحزمهم شنطة بحثاً عن عدالة لم يجدوها حتى مصادفة في صعيد مصر ولم يجنوا منها غير الاسم.. وأي عدالة في عهد الملك المخلوع الذي تغنى بألمه عصره كل الطبقات بما فيها الفقير والغني؟.

سافرت إلى سيناء مرات عديدة وعلى وجه الخصوص مدينة شرم الشيخ .. رأيت وتعلمت الكثير هناك .. رأيت الكثير من اللصوص الذي يتاجرون بأمعاء الوطن .. فمنهم "تاجر الخردة " الذي يقوم بسرقة أموال الدولة من كابلات كهرباء أو تليفونات ويبيعها بآلاف الجنيهات وللأسف لم يكن جاهلا بقواعد القانون أو الوطنية ، وإنما كان يعمل في بعض الأحيان مربي أجيال يأخذ إجازة مفتوحة للعمل بتلك التجارة سريعة المكسب أو طالباً بكلية أو رجلا يدعي لنفسه الفهولة والمعرفة بأمور التجارة نظرا لما تطلبه تلك التجارة من الذكاء والعلاقات.

رأيت أيضا شباباً صغار يعملون في بعض الأعمال الشاقة المضنية وكانوا أبطالاً في صحراء سيناء يتلاقي كفاحهم ببطولة من اجل لقمة العيش مع انتصارات جنودنا البواسل على دبابات العدو الصهيوني المتناثرة في الصحراء.

كل شيء رايته في مدينة شرم الشيخ لم يكن مألوفاً في عرف الحياة من نواحي كثيرة .. تلك المدينة التي لم يعامل فيها المصريون أبدا وعلى وجه الخصوص هولاء الشباب الصغار من أبناء بلدتي على أن أهلهم وذويهم هم من حرروها وان لهم حقاً فيها يمكنهم من معاملة الشرطة والسلطات العامة لهم مثل معاملة الأجنبي.

كانت شرم الشيخ حصنا حصينا على أبناءها وعلى المصريون .. يدخلونها بصعوبة بالغة فيلزم لدخولها تصريح مسبق من امن الدولة وكأن المصري الذي يدخلها يدخل بلدا غريبا عليه يعامل معاملة خاصة داخلها عند الدخول إليها وفي التعايش داخلها، وقد وجدت نفسي بينهم في بعض الأيام اختيارا حتى يمكنني القدر أن اكتب ما هو محفوراً في ذاكرتي واصف بعضا من معاناتهم.

كانت الشرطة المصرية تتعامل مع هولاء الشباب والأطفال الصغار من أبناء بلدتنا على الأخص بكل قسوة وكأنهم ليسوا مصريين، وكانوا يعملون في نوعية معينة من الأعمال وهي تحميل وتنزيل تريلات الاسمنت والطوب الحراري التي كانت تدخل من اجل اعمار شركات السياحة والفيلات والمنتجعات السياحية ، وكانت تلك الأعمال حكرا عليهم ولا يعمل بها من جميع محافظات مصر إلا هولاء لأنهم كانوا أكثر الناس قدرة على الصمود في تلك الأعمال.

تميزت تلك الأعمال بالمشقة الزائدة ، حيث أن درجة الحراة في تلك المدينة التي يحيط بها الجبال كان يزيد في بعض الأحيان عن 50 درجه وكان التعايش الدائم على الإسفلت تجلس حتى تشاهد تريلا قادمة من القاهرة فتتفق معها إما على المقابل ومكان التحميل أو التنزيل.

كانت تحتوي تلك التريلات إما كميات هائلة من العبوات الأسمنتية التي جاءت من مصانعها فورا ساخنة في قمة الحرارة وكان يمسكها هولاء فتسلخ أياديهم جراء حرارتها وحرارة الجو، إضافة إلى مزيد من الألم إذا فتحت عبوة أسمنتية ودخل الاسمنت إلى جراح يديك ، وإما كميات ضخمة من الطوب الحراري.

كانوا يسكنون باختيارهم في حاويات من الخشب في عمق الصحراء حتى يكونوا بمنأى عن رجال الشرطة .. صحراء لا أنيس فيها سوى الثعابين وحتى هذه لم تكن تأتي إلا بالليل عندما كان يعود العامل من عمله في قمة التعب والإجهاد ويتحامل على نفسه ليطبخ اللحمة التي تعينه على أن يقاوم العمل المضني في النهار الذي يلي سجن هذا الليل.

كانت تأتي الثعابين التي تتميز أحيانا بالأجنحة أو القفز على رائحة الطعام ترقص من حول العمال إلا أن ذلك المشهد لم أشاهده وما شاهدته كان مزرعة فئران وليست ثعابين ، وكانوا يلاطفون الثعابين بقطعة من الخبز مخللة في الطبي أو قطعة من اللحمة أو يضربونها في أحيان كثيرة إذا قررت العبث ببعض المياه الساخنة أو بقطعة من الخشب

إضافة إلى ما يحدث بينهم وبين الشرطة وجريهم مهرولين في صحراء سيناء مطاردين من الشرطة وفي أثناء جريهم يهلك من يهلك وتكتب نهايته عقب سقوطه في منخفض عميق مليء بمياه السيول أو في لغم تعود على أن يلاطفه هذا العامل عندما كان يعترض سيره أثناء رجوعه إلى السكن إلا انه انفجر به عقابا على عدم اللطف به وهو نائم منذ سنوات في سطح الأرض .

أو ينجو عندما يستطيع أن يملك أنفاسه ويجري مسافة 15 كيلو متر بسرعة الجمل وخلفه عسكر امن الدولة اللذين ينتعلون في أرجلهم أحذية تساعدهم على القفز بينما ينتعل هولاء الشباب أرجلهم وينشبونها في حبات الرمال الحارة في أجواء تزيد درجة حرارتها عن 50 درجة مئوية .

الكل كان يجري ويستعد أن يدفع حياته ثمناً ولا يتم القبض عليه من الشرطة التي كانت تأخذه في قسم شرطة شرم الشيخ يعمل لمدة أسبوع سخره تقترن بالسباب والقذف ، إضافة لذلك مدة 25 يوماً يقضيها طفل عمره 12 عام أو طالب في كلية خرج ليأتي بمصروفاته الدراسية .

أن ما رويته بصورة مخففة لم أكن انوي أن ارويه مطلقاً ، فلكل من ذاكرة يضيق أو يتسع بها صدره إلا أنها نهاية تعد تاريخاً ليس للإطلاع لان محلها القلب والعقل الباطن وإنما ذكرتها بين أياديكم لما عرفت أن مصر بها ثورة عظيمة .

ونهاية أتساءل بكل ما سبق .. أليس من حق أبناء الشعب المصري أن يعاملوا معاملة كريمة في تلك المدينة وان يلتمسوا سبل العيش والرزق بسهولة ويسر حتى نساعدهم أن يكونوا شرفا بدلا من أن يكونوا مثل الكثير من تجار الخردة اللذين يبيعون أمعاء الوطن وبنيته التحتية من كابلات كهرباء ومواسير مياه وأغطية الصرف الصحي هولاء اللذين رأيتهم أمامي يبكون عندما أتوا لي حتى أتولى الدفاع عنهم في قضية ما من هذا النوع ؟؟ .
محمد جلال عبدالرحمن

التديــن الصحيــــح والتديـــن المعتــــل

مقالي المنشور بجريدة الشروق
تجدونه من خلال هذا اللينك

http://www.shorouknews.com/menbar/view.aspx?cdate=03112011&id=992542b8-e451-451b-ad2f-f6fd808b04b2

الواجب على اللذين يعملون في مجال الدعوة إلى الله تعالى أن يكونوا ما بين الغلو والتقصير مستقيمين على دين الله عز وجل.. كما أمر الله في قوله: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ) سورة الشورى الآية 13.

إلا إن الواقع مختلفا عن ذلك ، فالدعوة إلى الله تعالى صارت في أيامنا ما بين طرفين أما (مفرط أو مقصر).

أما الطرف الأول: يتمثل في الدعاة اللذين يدعون إلى دين الله تعالى بجانب من الإفراط ، حيث يكون الداعية شديداً يريد من الناس أن يطبقوا الدين بحذافيره ولا يتسامحون عن شيء مما يسمح به الدين.

وإذا رأى من الناس تقصيراً حتى في الأمور المستحبة فانه ينزعج لذلك انزعاجاً شديدا ويأخذ في الوعظ بقوارص الكلم وسيئ العبارات وبهذا يتحول الدين عن وجهته إلى وجهة تصد وتسلب.

والحقيقة أن هذا النوع من الناس آفة قال فيها الشاعر:

وهل أفسد الدين إلا الملوك     وأحبار سوء ورهبانها

فباعوا النفوس ولم يربحوا     ولم تغل في البيع أثمانها

ومن الاعتلال ما يظهره البعض من أن التدين مبني على الانعزال عن آراء الآخرين ويلتزمون بالتشدد نحو أفكار وآراء معينة تهدف إلى الإحاطة بسياج واقي على فكرة أو مطلب عقائدي للحفاظ على الإسلام والمسلمين ويظلون على إعجاب وتمسك برأيهم وبذلك يكون الوصول إلى الهدف بعيداً لان رأيهم لا دليل عليه غير أنهم هم مقتض الدليل ويطالبون الجميع في الأخذ به.

ولهذا يجب أن تكون الدعوة إلى الدين على أساس مستقيم بما شرعه الله – عز وجل وألا نجعل مقياس الشدة واللين في مسلك الدعوة إلى الله ما تمليه علينا أهواؤنا وأذواقنا الشخصية، بل يجب أن نجعل المقياس هدي النبي "صلى الله عليه وسلم"، وأصحابه، فقد وضع لنا الهدي بقوله وفعله وتقريره.

والنبي، صلى الله عليه وسلم، قال لأصحابه: "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم" وأخذ حصيات وهو في أثناء مسيره من مزدلفة إلى منى أخذ حصيات بكفه وجعل يقول: "يا أيها الناس بأمثال هؤلاء فارموا وإياكم والغلو في الدين".

وقال صلى الله عليه وسلم : "إن الدين يسر" ولما بعث معاذ أو أبا موسى الأشعري إلى اليمن قال: "يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا" ولما مر يهودي بالنبي، صلى الله عليه وسلم، فقال السام عليكم يا محمد – يريد الموت عليك لأن السام بمعنى الموت – وكان عند النبي، صلى الله عليه وسلم، عائشة رضي الله عنها فقالت "عليك السام واللعنة" فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام، "إن الله رفيق يحب الرفق وإن الله ليعطي بالرفق مالا يعطي على العنف".

والدعوة إلى الله تعالى أحد أركان الأعمال الصالحة التي لا يتم الربح بها ومشروطة بلزوم الحق والصبر مصداقا لقوله تعالى (وَالْعَصْرِ . إِنَّ الإنسان لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ . وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ . وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).

ولهذا فان التدين الصحيح هو صدق التوجه إلى الله عز وجل بفطرة سليمة خالصة من شوائب النفوس، (شوائب المغزى الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي) في شكل يصل بعقيدة التوحيد إلى سهولة ويسر تظهر التسامح والتواصل والتراحم والتواضع لله تعالى والتواضع للناس.

ونهاية.. الإسلام المبني على التدين الصحيح الواعي لا يقصد به التعبد فقط بشعائر الدين، والبعد عن التطبيق الواعي للقواعد الشرعية والمعاملات وأخلاقيات الإسلام الكريمة السامية.
محمد جلال عبدالرحمن

وكأننــــا فــــي عهـــد مبــــارك


مقالي المنشور بجريدة الشروق تجدونه من خلال هذا الللينك http://www.shorouknews.com/menbar/view.aspx?cdate=05112011&id=6b3084a0-d84d-444a-bf91-fa87e518b984إن من الأسباب الأساسية غير مباشرة لثورة 25 يناير هو توسع سلطة الشرطة وتعليق الحقوق الدستورية وفرض الرقابة وتقييد المواطنين بشدة.

كانت الحكومة تعمل على بقاء قانون الطوارئ بحجة الأمن القومي وخطورة جماعة الإخوان المسلمون إذا وصلوا إلى السلطة في مصر، وبموجبه كان من المتاح للحكومة حق احتجاز أي شخص لفترة غير محددة لسبب أو بدون سبب واضح ، فقد احتجز حوالي 17,000 شخص، ووصل عدد السجناء السياسيين كأعلى تقدير ب 30,000 شخص والتفصيلات في ذلك كثيرة.

إلا أن من أهم الأسباب المباشرة التي أدت إلى اندلاع الثورة "قسوة الشرطة المصرية وفسادها"، حيث أن المواطن المصري قد عاني الظلم والانتهاك لحقوقه الإنسانية بالإذلال والتعذيب وطرق القبض والحبس ثم تصفية المعتقلين في بعض الأحيان، ومن هذه الأحداث حدث مقتل الشاب خالد محمد سعيد الذي توفي على يد الشرطة في منطقة سيدي جابر في الإسكندرية يوم 6 يونيو 2010 والذين قاموا بضربه حتى الموت أمام العديد من شهود العيان، وتوفي شاب في الثلاثين وهو السيد بلال أثناء احتجازه في مباحث أمن الدولة في الإسكندرية، وانتشر على نطاق واسع فيديو يُظهر آثار التعذيب في رأسه وبطنه ويديه.

وكان من أهم الأسباب المباشرة حصول الحزب الوطني الحاكم على 97% من مقاعد المجلس في انتخابات مجلس الشعب (المزورة) وذلك قبل شهرين من اندلاع الاحتجاجات، أي أن المجلس خلا من أي معارضة تذكر وكان لذلك تناقض غريب بحقيقة ما في الشارع المصري وانتهاك القضاء المصري في الإشراف على الانتخابات فقد أطاح النظام بأحكام القضاء في عدم شرعية بعض الدوائر الانتخابية، ومُنع الإخوان المسلمون وغيرهم من الأحزاب من النجاح في هذه الانتخابات بالتزوير، والاعتداء على أي مواطن يدلي بصوته لغير الحزب الوطني من خلال بلطجية الحزب الوطني والشرطة المصرية.

وكل ما سبق ذكره كان في عهد المخلوع مبارك عن طريق نظامه الذي انتشر ونشر الفساد في ربوع مصر أريافها ومدنها.

أما بعد ثورة 25 يناير المجيدة فان الحكم قد تقرر إلى المجلس العسكري منذ أن وقف الجيش مع الثورة واحتضنها وأعلن الانتماء إلى الشرعية الثورية ووعد بنقل الحكم لسلطة مدنية في اقرب فرصه وعندها أعلن شعار (الجيش والشعب أيد واحده) أي انه انتمى للوطن وأصبح ملاذا ولم ينتمي للرئيس المخلوع أو للحزب الوطني.

إلا أن هناك الكثير من المساوئ التي ظهرت وترتبت على تولي المجلس العسكري مقاليد السلطة في مصر، وكأن عهد العسكر هو استمرار لعهد مبارك في قمع الحريات والتباطيء والعطف على الفاسدين وكأننا نعود إلى عهد مبارك شيئا فشيئا.

إن جهاز امن الدولة تم حله اسما فقط, وهو لا يزال يعمل حتى ألان لكن بإضافة أداة قمع جديدة وهي الشرطة العسكرية وهناك الكثير من الفيديوهات التي تكشف طرق قمع ودهس المواطنين والتي انتهى آخرها بمذبحة ماسبيروا.

والغريب أن الشرطة العسكرية لا تتحرك إلا في أحيان بسيطة لإنقاذ المواطنين أو مواجهة البلطجية والانفلات الأمني والسارقين وقطاع الطرق وفلول الحزب الوطني المنحل إلا أنها تتحرك في معظم الأحيان لقمع المتظاهرين والمحتجين.

هذا بالإضافة إلى المحاكمات العسكرية المستمرة بحق المدنيين وشباب الثورة الذي يعاقب بدلا من أن يكافأ، حيث تقول جمعيات حقوقية إن ما يقرب من 12 ألف مصري أحيلوا إلى القضاء العسكري منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن سواء في قضايا سياسية أو جنائية "رغم التعهدات التي صدرت في هذا الشأن من المجلس العسكري الحاكم ورئيسه المشير محمد حسين طنطاوي، وقانون الطوارئ لا زال موجودا على الرغم أن المجلس العسكري وعد برفعه خاصة أن الثورة قامت من اجله وكان احد أهم أسبابها ووسائل الإعلام تمارس نفس دور النظام القديم.

كما يجب إلا نغفل ما أدلى به "مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جمال عيد أن المجلس العسكري وعدنا بالكثير من لجان التحقيق في جرائم مبارك على المدى الطويل لكن دون جدوى".

ونهاية يجب إلا نكون على يقين بأن السبب في الأحداث التي تمر بها مصر بعد الثورة هو أن المشير طنطاوي يدير الوضع في مصر بنفس إدارة المخلوع، وان النظام لا زال قائماً رغم سقوط رأسه ويشهد على ذلك ما وصلت إليه الثورة المصرية وتحولها من حالة السخونة والاتقاد الشديد إلى برودة أصبحت مناخاً عطوفاً على الفاسدين والفلول والبلطجية وقطاع الطرق وتضرر شباب الثورة الحقيقين اللذين لهم الفضل الأكبر على مصر.. هولاء اللذين يذكرهم التاريخ بأنهم وحدهم أسباب الثورة وشعلتها وليس المشير أو غيره ممن شاهدوا عهد مبارك والتزموا بالصمت.

محمد جلال عبدالرحمن

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

القصاص لخالد سعيد أم لضحايا عبارة السلام !


منشور بجريدة الشروق
بقلم الكاتب / محمد جلال عبدالرحمن .

وهب الله ممدوح إسماعيل من متاع الحياة الكثير : المال والسلطان والنفوذ ، فامتلك شركة للنقل البحري فاشترى واستأجر سفناً واحتكر خطاً  ملاحياً بين موانئ مصر وموانئ بلاد عربيه .

وكان من بين تلك السفن عبارة السلام التي صمم على أن يديرها بفساد وجشع ترتب عليه أن عدد ضحايا سفينته يتجاوز الألف وبضع مئات وإهدار (ثمار عرق البسطاء  ، وبفرحة عودتهم للأهل والديار) .

الرجل الذي استهان بأرواح البشر وارتكب الأخطاء الجسيمة ، وكان من أهم أسباب غرق السفينة أخطاء ارتكبها أن اختار لتلك السفينة طاقم وادراة من انعدام الضمير لديهم ما جعلهم في تراخي وتقاعس عن إنقاذ الضحايا ومد يد العون لهم ..  تركهم يصارعون الجوع والعطش والبرد والأمواج العاتية لساعات طويلة بين غريق وجريح  ومفقود ، ولم يقم بأدنى واجباته تجاه هولاء حتى انه لم يصدر أمراً لوحداته البحرية السريعة والجاهزة لإنقاذ الضحايا من رجال ونساء وشيوخ وأطفال في الليل الدامس والذي اقترن بالبحر الهائج والطقس السيئ .

وبكل ألم وأسف كان اسم العبارة التي يمكلها هذا المجرم القاتل (عبارة السلام) ويالها من أسماء كبيرة وعديدة في بلادنا لا تصادق الواقع .. واقع قلوب فاسدة متحجرة شرسة ظالمة بالوطن والمواطن إذا قررت الانتفاع .

وبكل ندم وألم رغم أن جريمة  ممدوح إسماعيل قد جاءت أوراق الدعوى غنية بالأدلة المقنعة على ثبوت تلك الجريمة في حقه ورجاله ثبوتاً كافيا لا شك ولا ريب فيه وعلى الرغم انه ارتكب جريمة عرفها وسمع بها كل شاب وكل طفل مصري وعربي بل عرفها العالم اجمع إلا أن القضاء حكم بتبرئته فما كان من النائب العام أفاده الله إلا أن قرر الطعن على الحكم ثم صدر الحكم النهائي الذي لم يشفي صدر أب أو أم أو أخ عن طفل واحد وليس عن ألف وبضع مائة من الغرقى والمصابين ..  أين هو القصاص العادل ؟ .

لا تتعجبوا من حكم القضاء في مقتل خالد سعيد لان ذلك هو التشريع في مصر وان كنا قدر رأينا حكم القضاء في قضية عبارة السلام من حكم السبع سنوات وإفلات القاتل الذي يهنأ بالعيش خارج مصر والذي قد عصف في جريمته بالأخلاق الإنسانية  بكل استهتار بشع واستهانة عظيمة بأرواح البشر وبالإنسانية في أعز مقدساتها من نخوة وشهامة وإغاثة المكروب .

وان جميع التشريعات أكدت على القصاص من المذنب ، فالرومان في العصور الوسطى كانوا يلقون بالمذنب في ساحة مع الوحوش فان نجا كتبت له الحياة وهو غالبا لا ينجو ، والشريعة الإسلامية قالت من قتل يقتل ، ولو طبقنا ذلك مع قاتل أبناء الشعب المصري ممدوح إسماعيل وقتلة خالد سعيد لأحضرناهم جميعا وذهبنا بهم بعيدا ثم نهيأ لهم مصير فناء مثلما افنوا وسلبوا حياة هولاء .

المشرع وضع القاعدة القانونية في مصر حتى ترى في ظلها وتشاهد بعينك من قتل أخا أو أب  لك ولا تستطيع أن تأخذ حقك ولا تستطيع يد العدالة أن تطوله لان هناك ثمة أشياء في الأدلة المادية أو ثمة شيء لم يستمر أو يستقر في وجدان القاضي .

يا أيها العقلاء من أبناء الوطن إن ثمة لحن يتردد في أذني ، وهو أن مصر يملؤها لحن الباطل وانعدام القصاص .. يا أيها العقلاء من أبناء الوطن أعيدوا للمواطن حقه وآدميته ، وإلا فانتظروا قصاصاً بيد من جنى الفاسدون عليهم ، وعندها تتحول دولة القانون إلى دولة يحكمها شريعة الغاب ، كما تحولت مصر والحمد لله من سكون خانع خاضع مستكين إلى نار من جموع البشر الثائر التي تلقفت نيران النظام المخلوع بداخلها وقضت على المفسدين ودحرتهم .